فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وراودت الرجل: أردته على فعل؛ ورائد الرحى: يدها، أي العود الذي تدار به ويقبض عليه الطاحن، والرياد: اختلاف الإبل في المرعى مقبلة ومدبرة، ورادت المرأة- إذا اختلفت إلى بيوت جاراتها، وراد وساده- إذا لم يستقر، والرود: الطلب والذهاب والمجيء، وامش على رود- بالضم، أي مهل، وتصغيره رويد، والمرود: الذي يكتحل به، لأنه يدار في العين، وحديدة تدور في اللجام، ومحور البكرة من حديد، والدير: معروف، ويقال لرجل إذا كان رأس أصحابه: هو رأس الدير- كأنه من إرادة أصحابه به، وترديت الرداء وارتديت- كأنه من الإدارة، والرداء: السيف- لأنه يتقلد به في موضع الردى، والرديان- محركًا: مشى الحمار بين آريه ومتمعكه، وراديت فلانًا، مثل: راودته، وردت الجارية- إذا رفعت إحدى رجليها وقفزت بواحدة، لأت مشيها حينئذٍ يشبه الدوران، والريد- بالكسر: الترب، لأنه يراودك، أي يمشي معك من أول زمانك؛ ومن الإتيان: الورود، وهو إتيان المورد من ماء وطريق، والوارد: الصائر إلى الماء للاستقاء منه، وهو الذي ينزل إلى الماء ليتناول منه، والورد معروف، ونور كل شجرة ورد، لأنه يقصد للشم وغيره، ويخرج هو منها فهو وارد أي آتٍ، وهو أيضًا مع ذلك مستدير، والورد- بالكسر: يوم الحمى إذا أخذت صاحبَها لوقت لأنها تأتيه، وهو من الدوران أيضًا لأنها تدور في ذلك الوقت بعينه، وهذا كله يصلح للإقبال، ومنه: أرنبة واردة، أي مقبلة على السبلة، والريد: أنف الجبل- قاله ابن فارس، وقال ابن دريد: والريد: الحيد الناتئ من الجبل، والجمع ريود؛ وفي القاموس: الحيد من الجبل شاخص كأنه جناح، ويسمى الشجاع الوارد، لإقباله على كل ما يريده واستعلائه عليه، والوريدان: عرقان مكتنفا صفحتي العنق مما يلي مقدمة غليظان، والورد: النصيب من القرآن، لأنه يقصد بالقراءة ويقبل عليه ويدار عليه، ودريت الشيء: علمته، فأنت مقبل عليه وارد إليه، والدرئة- مهموزة: حلقة يتعلم عليها الطعن والرمي، والدرية- مهموزة وغير مهموزة: دابة يستتر بها رامي الصيد فيختله، فهي من الإقبال والخداع، وإن بنى فلان أدورا مكانًا، أي اعتمدوا بالغزو والغارة، والدريّ: شبيه بمدرى الثور وهو قرنه، لأنه يقصد به الشيء ويقبل به على مراده فيصلحه به، وما أدري أين ردي؟ أي أين ذهب؟ والإرواد: المهلة في الشيء؛ وامش رويدًا: على مهل، والرادة والريدة: السهلة من الرياح، فكأنها تأتي على مهل؛ ومن الحيرة والفساد والهلاك: ردي الرجل- إذا هللك، وأرداه الله، وتردى في هوة: تهور فيها، ورديته بالحجارة: رميته، والرداة: الصخرة، يكسر بها الشيء، والمرادي: المرامي؛ ومن حسن النظر: أرديت على الخمسين: زدت، لأنه يلزم حسن النظر الزيادة، وأراد الشيء على غيره، أي ربا عليه، وسيأتي بيان المهموز من هذه المادة في {سنراود} [يوسف: 61] من هذه السورة إن شاء الله تعالى: {وغلقت} أي تغليقًا كثيرًا: {الأبواب} زيادة في المكنة، قالوا: وكانت سبعة؛ والإغلاق: إطباق الباب بما يعسر معه فتحه: {وقالت هيت} أي تهيأت وتصنعت: {لك} خاصة فأقبل إليّ وامتثل أمري؛ والمادة- على تقدير إصالة التاء وزيادتها بجميع تقاليبها: يائية وواوية مهموزة وغير مهموزة- تدور على إرادة امتثال الأمر: هيت لك- مثلثة الآخر وقد يكسر أوله، أي هلم، وهيت تهييتًا: صاح ودعاه، وهات- بكسر التاء أعطني- قال في القاموس، والمهاياة مفاعلة منه، والهيت: الغامض من الأرض، كأنه يدعو ذا الهمة إلى الوقوف على حقيقته، والتيه- بالكسر: الكبرياء والصلف، فالتائه داع بالقوة إلى امتثال أمره، والمفازة، فإنها تقهر سالكها، والضلال من المفازة- تسمية للشي باسم موضعه، ومنه: تها- بمعنى غفل، ومنه: مضى تهواء من الليل- بالكسر، أي طائفة، لأنها محل الغفلة، أو لأنها تدعو ساهرها إلى النوم ونائمها إلى الانتباه، هذا على تقدير إصالة التاء، وأما على تقدير أنها زائدة فهاءَ بنفسه إلى المعالي: رفعها، فهو يراه أهلًا لأن يمتثل أمرها، والهوء: الهمة والأمر الماضي، والهوء أيضًا: الظن، ويضم، وهؤت به: فرحت، ولا يكون ذلك إلاّ لفعل ما يشتهي، فكأنه امتثل أمرك، وهوئ إليه- كفرح: همّ، وهاء كجاء: لبى، أي امتثل الأمر، وهاء- بالكسر: هات، وهاء- كجاء، أي هاك، بمعنى خذ، والهيئة: حال الشيء وكيفيته الداعية إلى تركه أو لزومه، وتهايؤوا: توافقوا، وهاء إليه: اشتاق، فكأنه دعاه إلى رؤيته، وتهيأ للشيء: أخذ له هيئته، فكأنه صار قابلًا للأمر، أو لأن يمتثل أمره، وهيأه: أصلحه، والهيء- بالفتح والكسر: الدعاء إلى الطعام والشراب ودعاء الإبل للشرب، وإيه- بكسر الهمزة: كلمة استزاده واستنطاق، وبإسكان الهاء: زجر بمعنى حسبك، وهأهأ: قهقه في ضحكه، ولا يكون ذلك إلا بمن امتثل مراده.
ولما قالت ما قالت وفعلت ما فعلت، مع ما هي عليه من القدرة في نفسها ولها عليه من التسلط وهو عليه من الحسن والشباب، كان كأنه قيل: إن هذا لموطن لا يكاد ينجو منه أحد، فماذا كان منه؟ فقيل: {قال} أي يوسف مستعملًا للحكم بالعلم: {معاذ} أي أعوذ من هذا الأمر معاذ: {الله} أي ألزم حصن الذي له صفات الكمال وهو محيط بكل شيء علمًا وقدرة، وملجأة الذي ينبغي الاعتصام به واللجاء إليه؛ ثم علل ذلك بقوله: {إنه} أي الله: {ربي} أي موجدي ومدبري والمحسن إليّ في كل أمر، فأنا أرجو إحسانه في هذا: {أحسن مثواي} بأن جعل لي في قلب سيدك مكانة عظيمة حتى خولني في جميع ما يملك وائتمنني على كل ما لديه، فإن خالفت أمر ربي فخنت مَن جعلني موضعًا للأمانة كنت ظالمًا واضعًا للشيء في غير موضعه، وهذا التقدير- مع كونه أليق بالصالحين المراقبين- أحسن، لأنه يستلزم نصح العزيز، ولو أعدنا الضمير على العزيز لم يستلزم التقوى.
ولما كان من المعلوم أن لسان حالها يقول: وإذا كان ظلمًا كان ماذا؟ قال ما تقديره: إني إذن لا أفلح، وعلله بقوله: {إنه لا يفلح} أي لا يظفر بمراده أصلًا: {الظالمون} أي العريقون في الظلم- وهو وضع الشيء في غير موضعه- الذين صرت في عدادهم على تقدير الفعل، فيا له من دليل على إحسانه وحكمه وعلمه، فإنه لما رأى المقام الدحض بادر إلى الاعتصام بمن بيده ملكوت كل شيء، ثم استحضر إحسانه إليه الموجب للشكر عليه المباعد عن الهفوات ثم مقام الظلم وما يوجب لصاحبه من الحزن بعدم الفلاح. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ}
اعلم أن يوسف عليه السلام كان في غاية الجمال والحسن، فلما رأته المرأة طمعت فيه ويقال أيضًا إن زوجها كان عاجزًا يقال: راود فلان جاريته عن نفسها وراودته هي عن نفسه إذا حاول كل واحد منها الوطء والجماع: {وَغَلَّقَتِ الأبواب} والسبب أن ذلك العمل لا يؤتى به إلا في المواضع المستورة لاسيما إذا كان حرامًا، ومع قيام الخوف الشديد وقوله: {وَغَلَّقَتِ الأبواب} أي أغلقتها قال الواحدي: وأصل هذا من قولهم في كل شيء تشبث في شيء فلزمه قد غلق يقال: غلق في الباطل وغلق في غضبه، ومنه غلق الرهن، ثم يعدى بالألف فيقال: أغلق الباب إذا جعله بحيث يعسر فتحه.
قال المفسرون: وإنما جاء غلقت على التكثير لأنها غلقت سبعة أبواب، ثم دعته إلى نفسها.
ثم قال تعالى: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قال الواحدي: هيت لك اسم للفعل نحو: رويدًا، وصه، ومه.
ومعناه هلم في قول جميع أهل اللغة، وقال الأخفش: {هَيْتَ لَكَ} مفتوحة الهاء والتاء، ويجوز أيضًا كسر التاء ورفعها.
قال الواحدي: قال أبو الفضل المنذري: أفادني ابن التبريزي عن أبي زيد قال: هيت لك بالعبرانية هيالح، أي تعال عربه القرآن، وقال الفراء: إنها لغة لأهل حوران سقطت إلى بكة فتكلموا بها.
قال ابن الأنباري: وهذا وفاق بين لغة قريش وأهل حوران كما اتفقت لغة العرب والروم في: {القسطاس} ولغة العرب والفرس في السجيل ولغة العرب والترك في الغساق ولغة العرب والحبشة في: {ناشئة الليل}.
المسألة الثانية:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان: {هَيْتَ} بكسر الهاء وفتح التاء، وقرأ ابن كثير: {هَيْتَ لَكَ} مثل حيث، وقرأ هشام بن عمار عن أبي عامر: {أَحْلَلْنَا لَكَ} بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء مثل جئت من تهيأت لك، والباقون بفتح الهاء وإسكان الياء وفتح التاء، ثم إنه تعالى قال: إن المرأة لما ذكرت هذا الكلام قال يوسف عليه السلام: {مَعَاذَ الله إِنَّهُ رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ} فقوله: {مَعَاذَ الله} أي أعوذ بالله معاذًا، والضمير في قوله: {إنَّهُ} للشأن والحديث: {رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ} أي ربي وسيدي ومالكي أحسن مثواي حين قال لك: أكرمي مثواه، فلا يليق بالعقل أن أجازيه على ذلك الإحسان بهذه الخيانة القبيحة: {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون} الذين يجازون الإحسان بالإساءة، وقيل: أراد الزناة لأنهم ظالمون أنفسهم أو لأن عملهم يقتضي وضع الشيء في غير موضعه، وههنا سؤالات:
السؤال الأول: أن يوسف عليه السلام كان حرًا وما كان عبدًا لأحد فقوله: {إِنَّهُ رَبّى} يكون كذبًا وذلك ذنب وكبيرة.
والجواب: أنه عليه السلام أجرى هذا الكلام بحسب الظاهر وعلى وفق ما كانوا يعتقدون فيه من كونه عبدًا له وأيضًا أنه رباه وأنعم عليه بالوجوه الكثيرة فعنى بكونه ربًا له كونه مربيًا له، وهذا من باب المعاريض الحسنة، فإن أهل الظاهر يحملونه على كونه ربًا له وهو كان يعني به أنه كان مربيًا له ومنعمًا عليه.
السؤال الثاني: هل يدل قول يوسف عليه السلام: {مَعَاذَ الله} على صحة مذهبنا في القضاء والقدر.
والجواب: أنه يدل عليه دلالة ظاهرة لأن قوله عليه السلام أعوذ بالله معاذًا، طلب من الله أن يعيذه من ذلك العمل، وتلك الإعاذة ليست عبارة عن إعطاء القدرة والعقل والآلة، وإزاحة الأعذار، وإزالة الموانع وفعل الألطاف، لأن كل ما كان في مقدور الله تعالى من هذا الباب فقد فعله، فيكون ذلك إما طلبًا لتحصيل الحاصل، أو طلبًا لتحصيل الممتنع وأنه محال فعلمنا أن تلك الإعاذة التي طلبها يوسف من الله تعالى لا معنى لها، إلا أن يخلق فيه داعية جازمة في جانب الطاعة وأن يزيل عن قلبه داعية المعصية، وذلك هو المطلوب، والدليل على أن المراد ما ذكرناه ما نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع بصره على زينب قال: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» وكان المراد منه تقوية داعية الطاعة، وإزالة داعية المعصية فكذا ههنا، وكذا قوله عليه السلام: «قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن» فالمراد من الأصبعين داعية الفعل، وداعية الترك وهاتان الداعيتان لا يحصلان إلا بخلق الله تعالى، وإلا لافتقرت إلى داعية أخرى ولزم التسلسل فثبت أن قول يوسف عليه السلام: {مَعَاذَ الله} من أدل الدلائل على قولنا والله أعلم.
السؤال الثالث: ذكر يوسف عليه السلام في الجواب عن كلامها ثلاثة أشياء: أحدها: قوله: {مَعَاذَ الله} والثاني: قوله تعالى عنه: {إِنَّهُ رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ} والثالث: قوله: {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون} فما وجه تعلق بعض هذا الجواب ببعض؟
والجواب: هذا الترتيب في غاية الحسن، وذلك لأن الانقياد لأمر الله تعالى وتكليفه أهم الأشياء لكثرة إنعامه وألطافه في حق العبد فقوله: {مَعَاذَ الله} إشارة إلى أن حق الله تعالى يمنع عن هذا العمل، وأيضًا حقوق الخلق واجبة الرعاية، فلما كان هذا الرجل قد أنعم في حقي يقبح مقابلة إنعامه وإحسانه بالإساءة، وأيضًا صون النفس عن الضرر واجب، وهذه اللذة لذة قليلة يتبعها خزي في الدنيا، وعذاب شديد في الآخرة، واللذة القليلة إذا لزمها ضرر شديد، فالعقل يقتضي تركها والاحتزاز عنها فقوله: {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون} إشارة إليه، فثبت أن هذه الجوابات الثلاثة مرتبة على أحسن وجوه الترتيب. اهـ.

.قال الماوردي:

{وراودته التي هو في بيتها عن نفسه}
وهي راعيل امرأة العزيز إظفير. قال الضحاك: وكان اسمها زليخا.
قال محمد بن إسحاق: وكان إظفير فيما يحكى لنا رجلًا لا يأتي النساء وكانت امرأته حسناء، وكان يوسف عليه السلام قد أُعطي من الحسن ما لم يعطه أحد قبله ولا بعده كما لم يكن في النساء مثل حواء حسنًا. قال ابن عباس: اقتسم يوسف وحواء الحسن نصفين.
فراودته امرأة العزيز عن نفسه استدعاء له إلى نفسها.
{وغلقت الأبواب} فيه وجهان:
أحدهما: بتكثير الأغلاق.
الثاني: بكثرة الإيثاق. {وقالت هيت لك} فيه وجهان:
أحدهما: معناه تهيأت لك، قاله عكرمة وأبو عبد الرحمن السلمي، وهذا تأويل من قرأ بكسر الهاء وترك الهمز، وقال الشاعر:
قد رابني أن الكرى أسكتا ** لو كان معنيًا بها لهيتا

الثاني: هلم لك، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة: وأنشد أبو عمرو بن العلاء:
أبلغ أمير المؤمنين أخا ** العراق إذا أتيتا

أن العراق وأهله ** عنق إليك، فهيت هيتا

وهذا تأويل من قرأ هيت لك بفتح الهاء وهي أصح وأفصح، قال طرفة بن العبد:
ليس قومي بالأبعدين إذا ما ** قال داع من العشيرة: هيتا

ثم اختلف قائلو هذا التأويل في الكلمة فحكى عطية عن ابن عباس أن: {هيت لك} كلمة بالقبطية معناها هلم لك، وقال مجاهد بل هي كلمة عربية هذا معناها وقال الحسن: هي كلمة سريانية.
{قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي} أي أعوذ بالله.
وفي: {إنه ربي أحسن مثواي} وجهان:
أحدهما: إن الله ربي أحسن مثواي فلا أعصيه، قاله الزجاج.
الثاني: أنه أراد العزيز إظفير إنه ربي أي سيدي أحسن مثواي فلا أخونه. قاله مجاهد وابن إسحاق والسدي. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ}
المراودة: الملاطفة في السوق إلى غرض، وأكثر استعمال هذه اللفظة إنما هو في هذا المعنى الذي هو بين الرجال والنساء؛ ويشبه أن يكون من راد يرود إذا تقدم لاختبار الأرض والمراعي، فكان المراود يختبر أبدًا بأقواله وتلطفه حال المراود من الإجابة أو الامتناع.
وفي مصحف وكذلك رويت عن الحسن: و: {التي هو في بيتها} هي زليخا امرأة العزيز. وقوله: {عن نفسه} كناية عن غرض المواقعة. وقوله: {وغلقت} تضعيف مبالغة لا تعدية، وظاهر هذه النازلة أنها كانت قبل أن ينبأ عليه السلام.
وقرأ ابن كثير وأهل مكة: {هَيْتُ} بفتح الهاء وسكون الياء وضم التاء وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق وابن محيصن وأبو الأسود وعيسى بفتح الهاء وكسر التاء: {هَيتِ}، وقرأ ابن مسعود والحسن والبصريون: {هَيْتَ} بفتح الهاء والتاء وسكون الياء، ورويت عن ابن عباس وقتادة وأبي عمرو، قال أبو حاتم: لا يعرف أهل البصرة غيرها وهم أقل الناس غلوًا في القراءة، قال الطبري: وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ نافع وابن عامر: {هِيْتَ} بكسر الهاء وسكون الياء وفتح التاء- وهي قراءة الأعرج وشيبة وأبي جعفر- وهذه الأربع بمعنى واحد، واختلف باختلاف اللغات فيها، ومعناه الدعاء أي تعال وأقبل على هذا الأمر، قال الحسن: معناها هلمَّ، ويحسن أن تتصل بها: {لك} إذ حلت محل قولها: إقبالًا أو قربًا، فجرت مجرى سقيًا لك ورعيًا لك، ومن هذا قول الشاعر يخاطب علي بن أبي طالب: مجزوء الكامل: